في عالم الأعمال اليوم، هناك طرق مختلفة للتقدم في المنافسة التجارية، هناك عدد لا يحصى من الأدوات المتاحة لتحقيق ذلك، من الاهتمام بالمبيعات، التسويق وحتى الموارد البشرية، إضافة إلى توظيف المواهب والعقول الماهرة، كذلك تطبيق مفهوم الـ "outsourcing".
ويُمكن لروَاد الأعمال ضرب عصفورين بحجر واحد، حيث يمكنهم الاستفادة من مزايا الاستعانة بمصادر خارجية "Outsourcing"، بالإضافة إلى حُسن إدارة بقية أقسام المنظمة.
عبر السطور التالية، نتطرق الى هذا المفهوم، ماذا يعني، ما فوائده، وكيف أصبح المستقبل المؤسسي الاستراتيجي ولجأت له العديد من المنظمات العالمية لإنجاح أعمالها؟
ماهو مفهوم الـ "Outsourcing" وما أنواعه؟
نظراً للتطور الذي يحدث في عالم الأعمال، والذي نتج عنه حتمية تفويض بعض المهام لأفراد مختصين أو لجهات مختصة، بناءً عليه أصبح مفهوم الـ "outsourcing" أو الاستعانة بجهات ومصادر خارجية أحد الحلول التي تلجأ لها الشركات الناشئة وذلك من أجل التركيز على الأهداف الأساسية للمشروع أو النشاط التجاري، إذ بات الاتجاه السائد إلى إسناد الخدمات لجهات أكثر تخصصاً واحترافية أمراً شائعاً، وذلك من أجل إتمام بعض المهام التقليدية أو العمليات الروتينية والأنشطة الفرعية.
بالاعتماد على نشاط المنشأة وعلى العمليات المراد تفويضها، هناك عدة طرق وأنواع للاستعانة بالمصادر الخارجية، نذكر هنا البعض منها:
- التوريد: نقل العمل أو الخدمات إلى موقع أو منشاة أخرى مقرَها في داخل الدولة.
- نقل إلى الخارج: نقل العمل أو الخدمات إلى مزودي الطرف الثالث الذين يقطنون في منطقة أخرى، خارج النطاق الجغرافي للمنشأة الأصل.
- نقل العمل أو الخدمات إلى الأفراد في المناطق أو الدول المجاورة.
تاريخ الـ "Outsourcing"
تمَ الاعتراف بهذا المفهوم لأول مرة كاستراتيجية أعمال في عام 1989م، ويُقال بأنَ الشركة الأمريكية "Eastman Kodak" هي أول من قام بتطبيق هذا المفهوم جرَاء التفكير في نظام عملهم، ومن ثمَ أصبح هذا المفهوم جزءًا لايتجزأ من اقتصاد الأعمال في فترة التسعينات، وفي الوقت الحالي، نجد أنَ هذا المفهوم عاد ليظهر في الصدارة كجزء من استراتيجيات الأعمال العالمية، حيث لجأت له الكثير من الشركات الشهيرة – على سبيل المثال لا الحصر - شركة آبل، عملاقة التكنولوجيا والغنية عن التعريف، تعمل على تطوير أجهزتها وتصميمها وإدارة علامتها التجارية، ولكنها في المقابل تعهد بالتصنيع لشركات صينية مثل فوكسفون وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أن بعض حكومات الدول باتت تتجه لتطبيق هذا المفهوم، كدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث اتخذت بفضل قادتها خريطة لتعهيد أغلب الخدمات الحكومية إلى القطاع الخاص.
إحصائيات وأرقام
تقوم ثلث الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة الامريكية حالياً بالاستعانة بجهات خارجية من أجل أداء عملياتها التجارية، و52% من تلك الشركات تخطط للقيام بذلك، كما وتستعين الجهات المصرفية في العالم أجمع بالخدمات الخارجية لـ 40% من الوظائف المكتبية المساعدة، وفي عام 2017م، حدثت أكبر صفقات التعهيد في الولايات المتحدة بنسبة تبلغ 84.2% ، ومن المتوقع أن القيمة الإجمالية لصناعة التعهيد وإسناد الخدمات ستصل إلى 405.6 مليار دولار بحلول عام 2027م، وأشارت إحصائية نشرتها شركة "Deloitte"، أنَ 78% من روَاد الأعمال يشعرون بالارتياح والإيجابية تجاه شركائهم الذين قاموا بإسناد الخدمات لهم، وتجدر الإشارة إلى أنَ شركة "Nike" الشهيرة بإنتاج الملابس والأدوات الرياضية، ستستعين بالخدمات الخارجية في أكثر من مليون وظيفة على مستوى العالم.
فوائد "Outsourcing"
على الرغم من أنه كان يُنظر إلى الاستعانة بمصادر خارجية على أنها وسيلة لخفض التكاليف واكتساب الكفاءة إلا أنَها أصبحت اليوم أداة استراتيجية في أيدي الشركات، تُمكنها من اكتساب ميزة تنافسية في وقت قياسي، كذلك اتفق الخبراء على أن هذة الممارسة التجارية ذات أبعاد إيجابية كثيرة، وفي هذا السياق نذكر عبر السطور التالية بعض من فوائد هذا المفهوم، كالتالي:
- مفهوم outsourcing يُساهم بشكل كبير في توفير الوقت وخفض التكاليف وتقليلها على المنشأة، خاصة تلك التكاليف المتعلقة بتدريب الموظفين وتعيينهم من أجل أداء تلك المهام.
- إسناد الخدمات تقلل من المخاطر التي قد تتعرض لها المنشآت بسبب أخطاء الموظفين، بحيث أن الشركة المتعاقد معها تتحمل كافة تكاليف الخطأ او الإهمال.
- يُساعد هذا المفهوم على سد النقص الناجم عن قلة المواهب والمهارات الداخلية.
- إحدى الفوائد المثيرة لمفهوم الـ "outsourcing"، هي رفع الكفاءة في الشركة من خلال استعانتها بخبراء ومتخصصين للأقسام المتفق عليها، فتكون المخرجات احترافية وأعلى جودة، وبدون تكبد أي خسائر إضافية.
- الكثير من المنظمات تشتت تركيز موظفيها بأمور روتينية لا تضيف قيمة إنتاجيتهم، لذلك، فإن مفهوم التعهيد يجعل المنشأة تركز على أنشطتها ومهامها الرئيسية وتواكب التغييرات في سوق العمل بسرعة أكبر، وبالتالي زيادة القدرة على المنافسة وجذب المزيد من الاستثمارات الاستراتيجية.
- مفهوم التعهيد يحقق المرونة في العمل، في حال عدم توفر المواد المناسبة أو الكفاءات الممتازة لمنشأتك، ويريحك في حال احتياجك لموظفين مؤقتاً لفترة قصيرة.
- تساعد عملية التعهيد صُناع القرار على اتخاذ القرارات الصحيحة والملائمة للمرحلة التي تمر بها المنشأة والتي تساعد بالتالي على ازدهار المنشأة وزيادة فرصها للتوسع في سوق العمل.
وبلا شك أن وباء كوفيد 19، الذي تفشى في عام 2020م، تمكن من قلب العديد من الموازين والمفاهيم الدارجة والمتعارف عليها في العديد من المجالات المهنية والحياتية، كما أنه رسخ الاعتقاد بأننا نعيش في بيئة عالمية شديدة التقلب، لذا كان لزاماً على الأفراد والأنشطة التجارية اكتساب مهارة التعامل مع الأزمات وتطبيقها من خلال التأقلم والقدرة على خفة الحركة والاستجابة، كما أنَه عزَز من مفهوم العمل عن بُعد وضرورة الاستعانة بالجهات الخارجية سواءً كانت شركات أو أفراد، وذلك من أجل القيام ببعض الخدمات بتكاليف أقل وجودة أعلى.
لماذا عليك التعاون مع باي فلو؟
- يمنحك التعامل مع باي فلو، المزيد من الوقت لتُعطي قيمة أكبر للعمليات الأساسية وتفويض العمليات المحاسبية والمالية والتي تتطلب مجهوداً مضاعفاً وخبرة واسعة للمختصين.
- يساعدك التعاون مع باي فلو على زيادة التركيز والكفاءة.
- تمنحك باي فلو مخرجات دقيقة وإدارة فعالة للمخاطر
- العمل مع محاسب شخصي مدرب تدريباً عالياً
- تستخدم باي فلو أفضل أنظمة مسك الدفاتر
- بياناتك المالية ستكون جاهزة بصرف النظر عن جدولك
- يوفر عليك التعاقد مع باي فلو، الكثير من التكاليف التي قد يتم إهدارها في توظيف محاسبين غير أكفاء
- تساهم في نمو مشروعك.
اقرأ أيضاً :
مسك الدفاتر
التقارير المالية المحاسبية
التدفق النقدي